تمر الأرض بتغيرات كبيرة وكثيرة منها ماهو ملاحظ وتتم خلال وقت
قصير مثل الزلازل والبراكين ومنها ما هو غير ملاحظ وتتم خلال وقت طول مثل انجراف
القارات "تغيير مكانها" وقد رصد رسامو الخرائط أول ملاحظة لهذا الانجراف
حيث وجدوا تطابق بين الأطراف الغربية لقارة أفريقيا مع الأطراف الشرقية لقارة أمريكيا
الشمالية .
لكن هذه الملاحظات لم تكن مدعومة بالحقائق
العلمية إلى أن ظهر العالم ألفريد فاجنر واثبت بالأدلة العلمية أن القارات كانت
مجموعة واحدة .
الانجراف القاري :
هي فكرة قدمها العالم فاجنر تتلخص في أن القارات
كانت قطعة واحدة "القارة الأم" وأطلق عليها اسم بانجايا وبدأت هذه
القارة في الانقسام قبل ٢٠٠ مليون سنة واستمر الانقسام والانجراف للقارات إلى أن
بقيت على ماهي عليه الآن وقدم أدلة على هذه الفكرة وهي أدلة صخرية
ومناخية واحفورية .
١- دليل من التكوينات الصخرية :
لاحظ انه يوجد تشابه في الطبقات التي يزيد
عمرها عن ٢٠٠ مليون سنة في صخور جبال الابلاش في أمريكا الشمالية مع جبال
جرينلاند في شمال أوروبا .
٢- دليل من الاحافير :
الاحافير هي حيوانات أو نباتات ميتة مدفونة في
باطن الأرض فترات طويلة وحافظت على شكلها، ووجدت هذه الاحافير مدفونة في أماكن في
قارتين مختلفتين ولكن ذات امتداد واحد مما يعني أنها دفنت في وقت ومكان واحد مثل
احفورة الميزوسورس وهو حيوان يعيش في المياه العذبة فقط ولكن وجدت في قارة أفريقيا
وأمريكا الجنوبية .
ووجد أيضا في قارتين مختلفة احفورة جلاسابتروس
وهي احفورة نباتية ولان هذه القارتين المختلفة لاتتشابه في المناخ مما يعني انه
يستحيل عيش في إحدى هذه المناخات وهذا يدل على أن الاحفورة كانت في مكان ومناخ
واحد .
٣- الدليل المناخي :
استطاع فاجنر أن يحدد المناخات القديمة في
القارات واستدل بالتالي :
أ- توضعات الفحم الحجري :
الفحم الحجري هو نباتات ميتة مدفونة في باطن الأرض فترات طويلة ولم
تحافظ على شكلها ، ويتشكل الفحم الحجري في مستنقعات المناطق الاستوائية ، وقد وجد
هذه التوضعات في القطب الجنوبي مما يعني أن القطب الجنوبي كان في السابق على خط
الاستواء قبل أن يكون في مكانه الحالي .
ب- الترسبات الجليدية :
وجد فاجنر في بعض أجزاء الهند استراليا وأفريقيا
آثار لكتل جليدية كبيرة على الصخور التي يزيد عمرها عن ٢٩٠ مليون سنة مما يعني
وجود فرضيتين إما أن هذه الأماكن كانت في القطب الجنوبي أو أن القطب الجنوبي غير
موقعه وقد رجح فاجنر الفرضية الأولى .
فكرة مرفوضة :
تعرضت فكرة فاجنر للرفض في وقتها وكان ابرز
ملاحظات رافضو الفكرة هي :
١- لم توضح فكرة فاجنر بشكل مقنع كمية القوة الأزمة
لتحريك الكتل الكبيرة وكان يعتقد فاجنر أن دوران الأرض هو سبب تحريك القارات والتي
نقضها الفيزيائيون نظرياً في وقتها .
٢- تسأل الرافضون عن كيفية الحركة فوق جزء صلب
وهذا ماكان يعتقد في وقتها ولكن النظريات الجديدة بينت أن أسفل القشرة سائل ويمكن
للقارات الحركة والانتقال فوقها .
النظريات والأجهزة الجديدة تثبت كثيراً من أفكار
فاجنر .